تسلل فيروس كورونا إلى عدد من الطواقم الطبية بمستشفى الزيتون التخصصية ومعهدي الأورام والقلب، ومستشفيات جامعتي الأزهر وعين شمس، حيث أُصيب 17 طبيبًا وممرضًا بمعهد الأورام، وطبيب بمستشفى جامعة عين شمس، وممرض بمستشفيات جامعة الأزهر، وممرض بمعهد القلب.
وفي بيانات عرضها مصدر بوزارة الصحة بحكومة الانقلاب، أكد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بين الطواقم الطبية (أطباء وممرضين وفنيي أشعة) داخل مصر، إلى 170 حالة على أدنى التقديرات، إثر التأكد من إصابة 22 طبيبا وممرضا بالعدوى في مستشفى الزيتون التخصصية بمنطقة الأميرية في القاهرة، و21 آخرين من العاملين في مستشفى صدر دكرنس بمحافظة الدقهلية خلال الساعات القليلة الماضية.
وتتداول الأوساط الطبية شهادات بوجود نقص كبير في وسائل التعقيم والأقنعة المضادة لفيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19)، واتهامات للدولة بعدم توفير الاستعدادات اللازمة لمجابهة المرض.
https://www.facebook.com/dr.mohamedatif/posts/3049515028434439
الزيتون التخصصية
ومن أحدث الحالات، كانت إيجابية تحاليل فيروس كورونا لعدد كبير من الأطباء وطواقم التمريض في مستشفى الزيتون التخصصية؛ نتيجة استقبال المستشفى سيدة مسنة في 23 مارس الماضي لإجراء عملية غسيل كلوي، وحجزها في وحدة العناية المركزة لعدة أيام، إلى أن ظهرت عليها أعراض الإصابة بالفيروس، حتى وفاتها يوم السبت الماضي داخل المستشفى نفسها.
حيث كانت الإصابة الأولى من الطاقم الطبي لممرض شاب يعمل بالمستشفى، وكان يتابع حالة السيدة المسنة، وهو من إحدى القرى بالمنوفية، وبعد التأكد من إصابته تم نقله لمستشفى العزل في مدينة 15 مايو جنوب القاهرة.
الخطير في الإصابات أن “إدارة المستشفى تكتمت على إصابة المسنة المتوفية بفيروس كورونا، ولم تخطر الطاقم الطبي بإصابتها إلا بعد عدة أيام من تعاملهم معها، حين ظهرت أعراض الإصابة على أحد الممرضين (يعمل كذلك في مستشفى الخانكة للأمراض النفسية)، ما دفع الأطباء والممرضين للمطالبة بإجراء تحليل (PCR) لهم جميعا، ليتبين لاحقاً إصابة الطاقم الطبي على دفعتين من العينات”.
وقررت المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، أمس الجمعة، إغلاق مستشفى الزيتون التخصصية، في العاصمة القاهرة لمدة 14 يوما، وذلك بعد ظهور 24 حالة إصابة بفيروس كورونا بين الطاقم الطبي للمستشفى.
وحتى مساء أمس كانت المستشفى لا تزال تعمل بكامل طاقتها في جميع الأقسام، على الرغم من تفشي فيروس كورونا بين العاملين فيها، وتركزت إصابات المستشفى بين أقسام الاستقبال والرعاية المركزة والباطنة ومكافحة العدوى.
صدر دكرنس
وكشف طبيب يدعى “محمد رمضان” في مقطع فيديو، عن ظهور 21 حالة إصابة بين الأطباء والمرضى بمستشفى صدر دكرنس بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل).
وأشار إلى أن إصابات الفريق الطبي في مستشفى صدر دكرنس بالدقهلية مرشحة للزيادة، بعد ثبوت إيجابية عينات الأطباء والممرضين المصابين، في ضوء غلق المستشفى لمدة أسبوعين، وأخذ المزيد من العينات للمخالطين للحالات المصابة، فضلا عن احتجاز 103 من أفراد الطاقم الطبي والإداري بالمستشفى في المدينة الجامعية بالمنصورة (تحت إشراف وزارة الصحة والسكان) حتى ظهور نتائج تحاليلهم.
مركز القلب بأسوان
كما أعلن مركز مجدي يعقوب للقلب في مدينة أسوان، أول أمس الخميس، عن اكتشاف أربع حالات إصابة بفيروس كورونا، بواقع ثلاثة من العاملين في طاقم الأمن، وأحد المرضى الذين يتلقون العلاج، مشيرا إلى عزل جميع المناطق التي ظهرت بها الإصابات، وإخطار وزارة الصحة والسكان لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال تعقيم المركز، وتتبع جميع المخالطين للحالات المصابة؛ تماشيًا مع الإرشادات العالمية والمحلية.
وقال المركز، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، إنه أجرى فحوصات دورية لجميع المرضى والعاملين والمترددين على المركز بالتنسيق مع وزارة الصحة، للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، لافتا إلى حرصه إزاء تقديم خدماته للمرضى من ذوي الحالات الطارئة، وغير المستقرة فقط، مع الحفاظ على سلامتهم وسلامة الفريق الطبي وجميع العاملين.
معهد الأورام
وشهدت مصر خلال هذا الأسبوع فقط، إصابة 33 من أعضاء الفريق الطبي في المعهد القومي للأورام بفيروس كورونا، بالإضافة إلى 5 حالات أخرى بمركز أورام دار السلام “مستشفى هرمل سابقا”، وسط تعتيم من قبل إدارة المعهد، ما تسبب في زيادة الإصابات، من 17 إلى 33، ولاحقا، تعليق العمل به، وفتح تحقيق حول الواقعة، التي أثارت غضب المصريين.
ويعد المعهد هو الأكبر من نوعه في مصر والشرق الأوسط، ويخدم سنويا نحو 300 ألف مريض ويعمل به 600 ممرض وممرضة و750 طبيبا وطبيبة.
وحتى 3 أبريل، قالت وزارة الصحة إن “81 شخصا من الفرق الطبية أصيبوا بفيروس كورونا، من أصل 803 إصابات (مسجلة وقتها) في مصر، بنسبة تبلغ 10.1%، إذ تعد نسبة إصابة الأطباء وطواقم التمريض في مصر بالفيروس من أعلى النسب بين دول العالم، نتيجة نقص المواد المطهرة في المستشفيات، وعدم توفر مستلزمات الحماية للأطباء.
فضلا عن حالات إصابة مماثلة بالفيروس بين الطواقم الطبية في مستشفيات مبرة مصر القديمة، حيث أصيب 30 فردا، والدمرداش الجامعية، ومعهد القلب، وسيد جلال التابعة لجامعة الأزهر، وجميع هذه المستشفيات تقع في القاهرة.
وقبل أسبوع، فارق الحياة الطبيب المصري “أحمد اللواح”، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب بجامعة الأزهر، بعد التقاطه الفيروس خلال عمله، وتردد حينها أنه لفظ أنفاسه بسبب عدم توفر جهاز تنفس اصطناعي له.
تعتيم في السلام
وأغلقت وزارة الصحة مستشفى “السلام”، بالقاهرة، بعدما تم تأكيد وجود إصابتين بكورونا، وسط تعقيم المستشفى حفاظا على سلامة جميع المعنيين، دون تحديد موعد بعد لإعادة فتح المستشفى.
وفعلت ذلك بمستشفى طلبة جامعة الإسكندرية بمنطقة الشاطبي، وذلك بعد اكتشاف حالة إيجابية بفيروس “كورونا”، والاشتباه في إصابة 5 آخرين مخالطين لها، مع تحويل المستشفى بالكامل إلى حجر صحي لجميع المرضى والأطباء والتمريض والعاملين لمدة 14 يوما.
وفي الإسكندرية أيضا، تقرر إغلاق مستشفى “طوسون” بعد ثبوت إيجابية تحاليل ممرضة مصابة بالفيروس، وتحويل المستشفى إلى حجر صحي، وغلق معامل “مبرة العصافرة” بعد ثبوت إيجابية تحاليل أحد موظفيه.
وفي محافظة بني سويف، صدر قرار بإغلاق مستشفى بني سويف التخصصي لمدة 3 أيام لإجراء عمليات التطهير والتعقيم، بعد ظهور 5 حالات إيجابية بفيروس “كورونا”، منها ممرضتان و3 إداريين.
وفي بدايات الأزمة، طال الغلق مستشفى “الشروق” بالهرم، بمحافظة الجيزة، بعد إصابة طبيب بفيروس “كورونا”. ومستشفى “السلام” بالمهندسين، قرب العاصمة، بعد إصابة اثنين من الفنيين، بعد سحبهم عينة لأحد المرضى المصابين بالفيروس.
وقبل أسابيع، نظمت الممرضات العاملات في مستشفى “الحميات” بإمبابة، قرب العاصمة، والمخصصة لعزل مرضى “كورونا”، وقفة احتجاجية، مستنكرين ضعف وسائل الحماية الموفرة لهن، بعد إصابة واحدة منهن بالفيروس.
الأشرار السبب
وفي محاولة للهروب من الانتقادات، حمل عبد الفتاح السيسي من سمّاهم الأشرار المسئولية عن التشكيك في قدرات “الدولة” لمواجهة “كورونا”، مبررا إرسال مساعدات لإيطاليا بالقول: “لما نقدم يد العون لدول شقيقة أو صديقة بنؤكد تضامننا مع الشدة اللي بتعاني منها الدول دي، والدولة جاهزة للتعامل مع جائحة كورونا وجاهزة في الوقت ذاته لتقديم مساعدات للدول المتضررة”.
ولم تحصل وزارة الصحة سوى على مليار جنيه من حزمة بقيمة 100 مليار جنيه، خصصها السيسي لمواجهة تداعيات “كورونا”.
وزعمت تخصيص 125 مليار جنيه من ميزانيتها البالغة 1.6 تريليون جنيه خلال السنة المالية 2019-2020 لقطاع الصحة، أغلبها يذهب لبند الأجور والرواتب.