«الأميرية».. قنبلة دخان لإخفاء توابيت الجنود القادمة من محرقة حفتر

- ‎فيتقارير

ما أحقر العصابة التي تُسحق في ليبيا فتختلق انتصارًا كاذبًا في الأميرية، تلك هي سياسة سلطات الانقلاب التي قالت الليلة الماضية إن ضابطًا في جهاز الأمن الوطني قتل خلال اشتباكات مساء أمس بين قوى الأمن ومسلحين مزعومين بمنطقة الأميرية في القاهرة، وأضافت أن جميع المسلحين قتلوا خلال الاشتباكات، وأكدت أنها “سيطرت على الموقف، وتمكنت من اقتحام المبنى الذي احتمى به المسلحون، وقامت بتصفيتهم”.

وفي وقت سابق، قالت مصادر إن قوات الأمن أغلقت مداخل ومخارج منطقة الأميرية مع استمرار الاشتباكات، التي بدأت في الخامسة مساء، وشاركت فيها قوات من الشرطة، ثم انضمت إليها قوات مكافحة الإرهاب وضباط من العمليات الخاصة.

وحذرت الشرطة أهالي المنطقة من الاقتراب من النوافذ في ظل استمرار الاشتباكات مع المسلحين، كما وصل عدد من سيارات الإسعاف إلى مكان الاشتباكات، وأفادت مصادر من منطقة الأميرية أيضا بأن الكهرباء انقطعت، وأن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت للمنطقة مع بداية الاشتباكات.

تورط عسكري

وكشفت مصادر مطلعة عن تورط الجيش المصري في معارك دارت في شرق ليبيا يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائلة إن عصابة الانقلاب تلقت استغاثات من حفتر بضرورة تقديم الدعم الفوري، لمنع تقدّم قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، وذلك بعد الخسائر الضخمة التي منيت بها الميلشيات على مستوى الأفراد والمعدات.

وأوضحت المصادر أن السفيه السيسي صدّق مباشرة على قرار توجيه ضربة عسكرية سريعة لتمركزات قوات حكومة الوفاق، لمنع تقدمها، وذلك بعد سلسلة اتصالات بينه وبين حفتر من جهة وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بعد استغاثات مماثلة من حفتر له.

وقالت المصادر إن خسائر حفتر، خلال المعارك الأخيرة، على الرغم من التقدّم في منطقة غرب طرابلس وبالتحديد السيطرة على زليتن، كانت هي الأسوأ والأعنف منذ بدء تشكيل ما سمته بـ”الجيش الوطني الليبي”، في إشارة إلى مليشيات شرق ليبيا، لافتة إلى مقتل 10 من أهم وأبرز قيادات الصف الأول في المليشيات، إضافة إلى نحو 20 ضابطا ونحو 70 مقاتلاً.

يقول الناشط تامر محمود: “مش مقتنع بفيلم الأميرية.. يعني تصوير وبث مباشر على القنوات، وساعات من الضرب المتواصل، والشرطة تبعت تجيب تعزيزات، يعني خلصوا ذخيرة والمسلحين مخلصوش لسه طب إزاي”.

وتابع: “واضح إن الجثث اللي جت من ليبيا كتير، وموضوع سيناء اتهرش فخلينا في وسط القاهرة أهو جنب المستشفى احنا لسه هننقل جثث سيناء!”.

وأضاف محمود: “كل إعلام بلحة في نَفَس واحد إن اللي حصل في الأميرية ده جماعة إرهابية ما قتلوهم كلهم، عرفتوا ازاي إنهم إرهابيين؟ لا وإيه قبل بيان الداخلية وقبل ما يعرفوا أسماءهم ولا تابعين لإيه.. ده الشيخ اللي معاكم سره باتع اسمه المخابرات مش كده”.

 

مسرحية الأميرية

وتقول سلطات الانقلاب، إن خلية “الأميرية” كانت تخطط لعمليات إرهابية أثناء احتفالات الكنائس المصرية، وهو ما يعيد تحليل ما جرى في مسرحية انتخابات 2014 للرئاسة.

وبعد انقلاب دموي في يوليو 2013، كان السفيه السيسي حصان الرهان بالنسبة للطائفة المسيحية، بعدما مضى الإعلام يصدر لهم المخاوف في عصر الرئيس الشهيد محمد مرسي، ويجعلهم يعيشون أسوأ سنواتهم، على الرغم من سلامتهم وسلامة مقدساتهم وأعيادهم من الاعتداءات، على عكس ما حدث في عهد السفيه السيسي لاحقا.

بدأت هوة الخلاف بين أقباط مصر والسفيه السيسي في ديسمبر 2016، بعد تفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة، والذي أدى إلى مقتل نحو 30 قبطيا، ضمنهم أطفال ونساء، كما تزايدت الهجمات على حافلات الأقباط في رحلاتهم بين المحافظات والأديرة، والتي وصل ضحاياها نحو 90 قتيلا.

وازدادت حدة الغضب القبطي وبلغت ذروته بتفجيري أبريل، في طنطا والإسكندرية، واللذين بلغ مجموع ضحاياهما نحو 50 شخصا، وأكثر من 100 مصاب.

كانت مسرحية الانتخابات الرئاسية الثانية في مارس 2018، قبل أيام من الذكرى الأولى لتفجيري طنطا والإسكندرية، ومع حرص السفيه السيسي على كتلة انتخابية صلبة من الأقباط، كان لا بد من تقديم «عربون» يضمن له التصويت.

فجاء القرار من مجلس الوزراء كالتالي: “تمت الموافقة على توفيق أوضاع 53 كنيسة ومبنى خدميا تابعا لها في عدة محافظات (لم يحددها) مع الأخذ في الاعتبار أن يتم استيفاء جميع الاشتراطات خلال مهلة أربعة أشهر “.

وبعد إعلان فوز السفيه السيسي في مسرحية الرئاسة في 2 أبريل 2018، جاء قرار آخر في مايو، على ما يبدو مكافأةً على انتخابه، فنشرت الجريدة الرسمية قرارا لرئيس الوزراء حينها شريف إسماعيل، بالموافقة على تقنين أوضاع 103 كنائس و64 مبنى بإجمالى 167 كنيسة ومبنى، والمقدم بشأنها طلبات دراسة وتوفيق أوضاع من الممثلين القانونيين عن طوائف الكنائس المعتمدة.

وفي سبتمبر 2018، كان الأقباط في نيويورك بانتظار السفيه السيسي الذي يزور المدينة، وسط استقبال حافلٍ بحشدٍ من الكنيسة، بالإضافة إلى حديث البابا تواضروس الشهير، الذي طالب فيه بالصبر على السفيه السيسي، عن “النخلة اللي تقعد عشرين سنة عشان تطلع بلحاية” حسب وصفه.

وفي أكتوبر من العام الممتلئ بالأحداث 2018، نشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2124 لسنة 2018 بإحالة 9 جرائم إلى محكمة أمن الدولة طوارئ، ضمنهم الاعتداء على الكنائس، تم إعدامهم في بداية عام 2020.

وفي آخر اجتماعات مجلس الوزراء لعام 2018، يوم 31 ديسمبر، كانت هدية عيد الميلاد بالموافقة على تقنين أوضاع 80 كنيسة ومبنى، ليبلغ عدد الكنائس المقنن أوضاعها منذ تشكيل اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس في 2016 وحتى نهاية 2018، 588 كنيسة ومبنى تابعاً، بالإضافة إلى 39 كنيسة ومبنى تابعا تم تقنين أوضاعها بشرط استيفاء اشتراطات السلامة الإنشائية واستيداء حق الدولة بإجمالى 627 كنيسة ومبنى.

وفي مسرحية “الأميرية” كيف لنا أن نثق في كلمات نفس الأجهزة الأمنية المصرية التي قتلت خمسة أبرياء في محاولة للتغطية على الرائحة الكريهة المنبعثة من مقتل جوليو ريجيني، قبل ما يقل عن العام! آلاف الأوراق التي تتحدث عن أدلة وساعات عمل طويلة للعديد من المحققين، لم تصل لأي شيء يتعلق بهوية من قتلوا ريجيني.