تمثل سيطرة قوات الحكومة الشرعية على قاعدة الوطية الجوية أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى في مسار الصراع في المنطقة الغربية؛ بسبب موقع واستراتيجية القاعدة الأخيرة لحفتر غرب طرابلس.
وقال خبراء ليبيون أغلبهم متخصصون بالمجال العسكري، إن سيطرة قوات الجيش الليبي على قاعدة الوطية ذات أهمية كبرى.
وقال الخبير العسكري سليمان بن صالح، في تصريحات لقناة “التناصح” الليبية حول أهمية قاعدة الوطية: إنها مهمة جدا لحفتر، ويمكن وصف خسارته لها بأن إحدى يديه في المنطقة الغربية قد بُترت.
وأضاف أن “الوطية هي المكان الذي يحتوي على بنية تحتية معدة إعدادا جيدا لتخزين الطائرات والذخائر والمعدات الحربية الأخرى. وأن القاعدة كانت المكان الأكثر أمنا لجمع كل ما يحتاجه حفتر من أسلحة وذخائر فيه، وهي المكان الأصلح لإقامة خبراء الصيانة من المرتزقة، وخسارتها تعد خسارة لقاعدة شديدة الأهمية لحفتر”.
https://www.facebook.com/tanasuh.tv/posts/171706671048893
وقال الخبير محمد صلاح عبد ربه: إن السيطرة على الوطية يعني هزيمة نفسية لأتباع حفتر، بعد فشل مشروعهم في إسقاط العاصمة طرابلس والاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأضاف أن فشل المشروع يعني سقوط ذريعة محاربة الإرهاب، بعد أن أصبح حفتر نفسه الآن متمردًا ومُتهما بجرائم حرب وحاميًا لمحمود الورفلي، المتهم بارتكاب جرائم حرب والمطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، بحسب “بن سودة”.
وتابع أن استيلاء حكومة الوفاق على قاعدة الوطية الجوية العسكرية الاستراتيجية يعتبر نقطة تحول عسكري في مسار الحرب، وتمثل هذه العملية صفعة عسكرية مؤلمة وموجعة لحفتر وحلفائه الإقليميين والدوليين.
وأردف قائلا: إن حفتر نفسه أصبح محل شك كبير في قدراته، وإن الخسائر العسكرية في العتاد التي مني به وحصول القوات الشرعية عليها كغنائم حرب، لم يُمنَ بها حفتر من قبل منذ أكثر من خمس سنوات على اندلاع التمرد العسكري الحفتري في ليبيا.
وأشار الخبير العسكري إلى أن ما مهد بقوة لاقتحام القاعدة وانهيار المتحصنين بها كان العملية النوعية بمتابعة نقل منظومة الدفاع الجوي “بانتسير إس1 الروسية”، ثم استهدافها بعد وصولها القاعدة ودخولها الهنجر (بيت الطائرات) يعتبر من أعقد العمليات العسكرية، وهي تُمثل إهانة عسكرية كبيرة على مستوى التخطيط والتنفيذ الدقيق سيتحدث عنها العالم لفترات طويلة جدا كنموذج للعمل العسكري المحترف.
ورأى عبد ربه، في تعليق على “فيسبوك”، أن النصر العسكري الباهر سيتم تدريسه في العلوم العسكرية الحديثة كنموذج وعمل عسكري فني رفيع المُستوى، فلقد تم الاستيلاء على القاعدة بطريقة تُثبت نجاح الاستراتيجية العسكري لحكومة الوفاق.
وتوقع أن يكون إسقاط القاعدة دفعة معنوية كبيرة، ودعما عسكريا كبيرا بسقوط العديد من العتاد والعدة العسكرية النوعية، مما سيزيد من قوة القوات الحكومية في ضرباتها المُستقبلية، خاصة في العمليات المُستقبلية والتي وصفتها الحكومة الشرعية عقب سقوط قاعدة الوطية بأنها ستكون عمليات على نطاق واسع.
https://www.facebook.com/mohamed.salahabdrabo/posts/3462755087102784
ضربات مكثفة
من جهته قال الخبير العسكري عادل عبد الكافي: إن سلاح الجو بحكومة الوفاق استطاع تحييد قاعدة الوطية الجوية بعد ضربات مكثفة على القاعدة وعلى طرق إمدادها المكشوفة لسلاح الجو، إلى أن أصبحت لا تستطيع تقديم أي دعم جوي وبري لعصابات حفتر في المنقطة الغربية.
وأضاف، في تصريحات صحفية لقناة بانوراما، أنه مع سقوط قاعدة الوطية تسقط أهم أوراق مشروع حفتر في المنقطة الغربية، وهروب مليشياته من مدن الساحل الغربي والوطية مؤشر إيجابي يعطي رسالة واضحة لباقي عصابات حفتر بضرورة الهروب فورا قبل الوقوع في الأسر أو الموت.
وقال عبد الكافي: إن “المهمة القادمة هي تحرير ترهونة، معقل مليشيات ومرتزقة حفتر في المنطقة الغربية، نظرا لأهميتها الاستراتيجية بقربها من طرابلس، وكونها تضم غرفة العمليات الرئيسية وأماكن وجود المرتزقة الروس والأفارقة”.
وأشار عبد الكافي لـ”الجزيرة نت” إلى “أن السيطرة على ترهونة تمثل انتصارا كبيرا عسكريا وسياسيا، ومفتاحا لسقوط محاور جنوب طرابلس دفعة واحدة، إضافة إلى أنها خطوة مهمة لإفشال مشروع دول محور الشر الداعم لحفتر في أنحاء ليبيا”.
بداية الانهيار
وقال العميد مفتاح حمزة، الخبير العسكري الليبي، إن سيطرة الوفاق على القاعدة يعد بداية النهاية وانهيار شعبية حفتر، وإن الصوت المعارض في برقة سيرتفع خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن الوطية ذات أهمية عسكرية بالغة، خاصة أن السيطرة عليها يمكّن القوات المتواجدة فيها من تنفيذ طلعات جوية منها على محاور الاشتباكات، حيث توفر غطاء جويا للقوات المتواجدة على الأرض.
وتعد قاعدة الوطية الجوية من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتضم مخازن أسلحة ومحطة وقود ومهبطا للطيران ومدينة سكنية وطائرات حربية وطائرات إماراتية مسيرة كانت قوات حفتر تستخدمها في شن الهجمات على المدنيين في طرابلس.
وتبلغ مساحة قاعدة الوطية نحو ألف كيلومتر مربع، وتستوعب نحو سبعة آلاف عسكري، إضافة إلى أن القاعدة كانت تستخدم من قبل النظام السابق بوصفها قاعدة لسرب الطيران الحربي ميراج.
وتحصنت العناصر الفارة من مدن الساحل الغربي ومسلحون من التيار المدخلي من شرق وغرب ليبيا وبعض المرتزقة في القاعدة الجوية الاستراتيجية.