اعترف بعجزه.. 4 ملاحظات على تصريحات السيسي عن المشكلة السكانية

- ‎فيتقارير

للمرة الألف يشكو الدكتاتور عبدالفتاح السيسي من الزيادة السكانية، وقال وخلال افتتاحه المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة، الخميس غرة ديسمبر الجاري: «النمو السكاني هياكل البلد دي واحنا مش بنخوفكم، وبنقول الكلام ده لكل الدولة وخصوصاً المؤسسات الدينية».

الملاحظة الأولى على تصريحات السيسي أن يقر بفشل جميع الحكومات خلال الحكم العسكري؛ يقول السيسي: «الزيادة السكانية المستمرة منذ عهد محمد علي قلّصت نصيب الفرد من فدان إلى قيراط ونصف، وحولت أوضاع المصريين لفقر وعوز». لكن السيسي اكتفى بالشكوى كأي فرد عادي يرصد ويعرف تدهور الأوضاع في مصر، ولم يكشف أسباب فشله في حل الأزمة  رغم أنه يحكم مصر منذ عشر سنوات ويتمتع بصلاحيات فرعونية مطلقة. يتساءل السيسي: «هل يرضي ربنا إن اللي كنا فيه من 100 سنة كنا كده، وبعد ما الدنيا كلها تقدمت نبقى كده الآن، هل اللى كان موجود من 80 و100 سنة في المنصورة، هو اللى موجود فى المنصورة الآن، ويقولك ده ميصعبش علينا أن نكون منذ 100 سنة مشهد، والآن مشهد آخر».

الملاحظة الثانية أن السيسي يبرر  عدوان الدولة على الرقعة الزراعية في مشروع المنصورة الجديدة، رغم أنه سن قانونا خاصا يتيح له  هدم منازل المواطنين الذي يبنون على الأرض الزراعية! يقول السيسي: «اللى بيتعمل في المنصورة الجديدة ليس اعتداء على الأراضي الزراعية في ظهير هذه المدينة.. لو فضل نمونا السكاني بالطريقة دي محدش هيقدر يحل المسألة وابقوا خلاص ارضوا بقى.. مافتكرش حد هيقدر يعمل أكتر من اللى احنا بنعمله، والله ما حد هيقدر يعمل اللى احنا بنعمله ده».

الملاحظة الثالثة أن السيسي راح يتفلسف حول حلول المشكلة لكنه حام حولها دون أن يكشف أسباب فشله في حلها حتى اليوم رغم أنه يتمتع بصلاحيات فرعونية مطلقة.  كما راح ينتقد الخطاب الديني وأنه ويحمله بعض الفشل في مواجهة مشكلة الزيادة السكانية  مدعيا أن هؤلاء يدعون الله منذ خمسين سنة دون عمل. يقول الجنرال المستبد: «البلاد اللى زي حالتنا عاوزة واحدة من 3 حاجات؛ يا إما صبر وعمل وشغل بس، وده مسار، نشوف نتايجه بعد سنين كتيرة، وتحديداً مش احنا ولكن الجيل اللى بعد كده، أو نسيب البلد دى تضيع مفيش فايدة لأن الموضوع فى الآخر هو حجم أموال وطاقة دولة، الطاقة دي يا قد الدولة يا أكبر منها يا أقل منها، وإذا كانت أقل منها يبقى فيه إحساس بالعوز، ولو قدها هتبقى الناس حاسة بالراحة، ولو أكتر هيبقى الإحساس بالرضا أكتر». كما تابع: "المسار الثالث إن ربنا جابلنا موارد مش في الحسبان ومحدش بيخطط لبلده كده نقول مستنيين لما ربنا يوفقنا ويبعتلنا حاجة نورث يعني.. يا جماعة يا بتوع ربنا مش بتقعدوا بقالكم 50 سنة انتوا بتظلموا الدعاء..  دعاء من غير عمل؟.. ربنا مبيعملش كده، تعمل وتقول يا رب، فربنا يوفقك.. اقفل الكتاب واقعد ادعي وابقى هات 90% بقى.. بتظلموا العلاقة مع الله، بتقول هجيب وتقول ربنا هيرزقني محدش بينام من غير عشا، لكن انت مش حسيب على ظروفك".

الملاحظة الثالثة أنه واصل تحميل الزيادة السكانية فشل نظامه وحكومته في تحسين مستويات المعيشة التي تدهورت بشدة  في عهد لم يحدث من قبل في عهد أي رئيس  أو حاكم؛ الأمر الذي يعيد إلى الأذهان فترة الشدة المستنصرية التي عمت فيها الجوع والفقر والمجاعة حتى أكل الناس لحوم الكلاب والموتى. يتساءل السيسي: "يا ترى بالنمو السكاني على الموارد المتاحة عندنا هل في الأقل ولا في العام ولا فوق؟ احنا في الأقل، حد يقول طالما أقل خلينا بقى نقعد في العشش.. لا يا جماعة".

الملاحظة الرابعة أن السيسي دافع عن مشروعاته التي تبرهن للجميع أنها بلا جدوى اقتصادية، وأهدر عليها آلاف المليارات بلا عائد حقيقي على البلد والناس؛ لأن نجاح أي نظام في الملف الاقتصادي إنما يقاس بمدى تحسين مستويات معيشة المواطنين، لكن ما جرى في مصر عجيب وغريب إذ حصل النظام على مئات المليارات من الدولارات  وآلاف المليارات من الجنيهات ورغم ذلك  انعكس كل ذلك سلبا على مستويات المعيشة الأمر الذي يبرهن على أن هذه الأموال نهبت وتلك المشروعات عبثية بلا أي قيمة  اقتصادية تذكر. يزعم السيسي: «اللي احنا بنعمله بتعمله شبكة طرق ليه؟ إيه الكبارى دي؟ ادونا ناكل لو معملتش كده هظلم الجيل ده والقادم والله.. إذا مكنتش البلد تتعاد والخطة الاستراتيجية من قبل أنا ما آجي واللي قبلي يبقى احنا بنضيّع البلد دي والناس، والله العظيم احنا في خير ونعمة والحمد لله رب العالمين.. إوعوا تفتكروا إن ربنا سبحانه وتعالى والجهد اللى بنعمله جهد مخلص وأمين ومبدع بمنتهى القوة اللي ربنا بيعينّا بيها كلنا إوعوا تفتكروا إن اللي بيعمل في البلد دي»! 

إذا كانت مصر في خير لماذا تدهورت الأوضاع إلى هذا الحد المخيف والمرعب؟ ولماذا  يتراجع الجنيه باستمرار  أمام الدولار وباقي العملات الأجنبية؟ ولماذا  بات غلاء السلع الغذائية يقاس بالساعة وليس باليوم؟!  عهدك يا سيسي هو الأسوأ والأكثر حلاكا وسوادا ولم ير المصريون مثل هذا الوضع المرعب من قبل على مر التاريخ!