د. كفاح أبو هنود يكتب: الشهداء.. دوما لهم منصة الحياة

- ‎فيمقالات

االشُّهداءُ.. دوماً لهم مِنصّةُ الحياةِ، ولا يَقبلون بالعتَبات !

لذا .. يُغامرون كثيراً بِما يملِكون من أوراقِ عُمرِهم .. لكنّهم دوماً هم الرَّابحون !

يَرسِمون خَطواتِ الصُّعودِ إلى المقاعدِ الشّاغرةِ بجانبِ النَّبِيين .. ويَبتسمون في ألقِ الشّهادةِ؛ إذْ يُقَلَّدون الجَزاءَ قبلَ العُروجِ!

الشهداء هُناك ..

هناكَ حيثُ لحْظةُ اكتشاف الخُلودِ، والغَيبِ، وَتفاصيلِ الفرحِ الأزَليِّ.

هناكَ ..

حيثُ النّعيمُ ينتَثرُ فوقَ رؤوسِهم كَحبّاتِ المَطرِ ..

حيثُ أيدِيِهم تلمَسُ النّورَ وتقطِفُ المُستحيلَ ..

دانيةً لهم حَقائقُ الآخرةِ !

هُناك .

تبدأُ كلِّ البداياتِ!

وهُناكَ .. يتَضاعفُ الزّرعُ والحَصادُ ..

وهُناك .. يسمَعون حرُوفَ أسمائِهم في غِناءِ الحُورِ العِينِ .. وهُناك .. يَذُوقون دَهشةَ الفرَحِ على مائدِةِ النّبيّ!

هُناك ..

يُدركُ الشّهداءُ عِظَمةَ الألمِ ورَوعةَ البَذارِ !

في مِثلِ هذهِ الّلحظاتِ .. تتَنادى أرواحُ الشّهداءِ؛ في حواصِلِ طيرٍ خُضْرٍ ..

وحولَ العرشِ تتَهادى؛ في فَرحٍ أسطوريِّ!

هُناك ..

يُدركُ الشّهداءُ؛ أنّ ما وراءَهم كانَ رُكاماً مَنقوصاً يا ولدي!