شاهد.. تحولات سياسية وحلقة “مكملين” وراء انتقام العسكر من “سليمان الحكيم”

- ‎فيحريات

كتب: يونس حمزاوي
ما جرى اليوم الخميس 12 أكتوبر2017م، مع الكاتب الصحفي "الناصري" سليمان الحكيم، يؤكد ما قلناه مرارًا حول انتقام العسكر من معارضيهم، بعد أن صادروا السياسة وهيمنوا على الاقتصاد، وأغلقوا الفضاء العام، وقمعوا حرية الرأي والتعبير، وحرموا الكثير من شباب مصر والثورة من حقهم في الحرية وحتى حقهم في الحياة.

اعتقال الحكيم اليوم من جانب عصابات العسكر، وهدم بيته المكون من 4 أدوار بمدينة "فايد" بمحافظة الإسماعيلية، ومنعه من الكتابة بصحيفة "المصري اليوم"؛ جاء ردا على تحولات الكاتب الصحفي من دعم وتأييد السيسي والعسكر وانقلابهم على المسار الديمقراطي وأول رئيس مدني منتخب عبر مشاركاته على قناة الجزيرة ومقالات بالصحف، إلى معارض شرس يهجو النظام، ويؤكد أنه يعمل ضد مصالح الشعب، ولا يراعي سوى مصالح كبار الجنرالات.

يطلب الهجرة إلى إسرائيل

وكان "سليمان الحكيم" من أشد المؤيدين للسيسي، واعتبر أنه الامتداد الطبيعي للراحل "جمال عبد الناصر"، وظهر على شاشة "الجزيرة" مدافعًا شرسًا عن سلطة السيسي، قبل أن ينقلب عليه ويهاجمه، بعد تعرضه لمعاملة سيئة في أحد الأكمنة الأمنية عندما انطلق للمشاركة في افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة، حيث اعترض على توقيف السيارات لمدة طويلة من جانب كمين للجيش، فاعتدى عليه أحد الضباط سبا وصفعا؛ ووقتها سخر الحكيم مما حدث بأنه يطلب الهجرة لإسرائيل. وبحسب مراقبين فإن هذا الموقف كان نقطة التحول الكبرى في مواقف الحكيم.

"التوبة.. كنت غلطان"

وفي 28 ديسمبر 2016م، شن الحكيم هجوما عنيفًا على السيسي، في مقال له، اعتبره العديد من المراقبين انقلابًا على الجنرال، مؤكدا أنه كان "غلطان".

وتساءل "الحكيم"، في مقال له تحت عنوان "لماذا مرسي وليس السيسي؟"، المنشور على موقع "مصر العربية"، قائلا: "ما الذي فعله مرسى واستحق الثورة عليه ثمنا له. ولم يفعل السيسي ما هو أفظع منه، ولا يزال يتربع على كرسيه حاكما بل ويحظى بتأييد البعض له؟".

وقال "الحكيم": "الأخطاء والخطايا التي قال لنا السيسي إن مرسى يستحق العزل عليها أهون وأقل كثيرا من خطايا السيسي نفسه". وتساءل: «هل يقاس الفقر الذي كان عليه الشعب في تلك الأيام بالفقر والغلاء الذي يقاسى منه الشعب على يد السيسي ونظامه؟ هل يمكن مقارنة الفساد في عهد مبارك مثلا بالفساد الذي طفح به الكيل هذه الأيام؟.

لقد رأى السيسي أن مرسى يستحق العزل من منصبه في 30 يونيو؛ لأنه أشهر سيف العداء والخصومة مع كل فئات المجتمع ومختلف أطيافه السياسية.. ألم يفجر السيسي في عدائه وخصومته مع جميع من تلطف مرسى في الخصام معهم؟».

مرسي الرئيس الشرعي

ونشر الحكيم مقالا، يوم 13 مايو الماضي، على موقع "مصر العربية"، يؤكد فيه أن الدكتور محمد مرسي لا يزال الرئيس الشرعي لمصر، ووصفه بالمعزول أكذوبة.

وانتقد الحكيم ما يحدث من انتهاكات للرئيس محمد مرسي في السجن، من منع زيارة أهله وسوء المعاملة الإنسانية له، لافتًا إلى أنه بالاستناد إلى القانون والدستور، يظل مرسي الرئيس المنتخب للبلاد، وأن لقب "معزول" هو أكذوبة لا تستند إلى قانون أو دستور.

ويشدد الحكيم في مقاله: "ولعل الاستهانة بمرسي الآن هي في حقيقتها استهانة بكل التقاليد والأعراف الديمقراطية، خاصة أنه لم يخرج من الحكم من نفس الباب الذي دخل منه، باب الديمقراطية، بل إن قرارًا بعزله لم يصدر به حتى الآن حكم قضائي بات، أو حتى قرار رئاسي من أحد الرئيسين اللذين خلفاه في الحكم".

حلقة مكملين

وشارك الحكيم مع الكاتب المؤيد للانقلاب سليمان جودة، في إحدى حلقات الإعلامي الكبير محمد ناصر، يوم 5 أكتوبر الماضي، حول "الانتخابات الرئاسية"، حيث شدد الحكيم على أن السيسي والديمقراطية لا يجتمعان، وأن مصر حاليا غير مهيئة لأي مسار ديمقراطي في ظل وجود السيسي.

بينما دافع سلمان جودة، الكاتب بالمصري اليوم، عن السيسي والعسكر، وهو ما دفع الجمهور إلى السخرية من عدم قدرة "جودة" على تبرير جرائم نظام 30 يونيو، ومصادرة الحريات، ووأد أي بادرة أمل نحو استرداد مسار الحريات والديمقراطية من جديد.