مدرس يضطر لجمع الكراتين لإعالة نفسه .. حالة من الاستياء بعد فشل السيسي في توفير معاش للمعلمين

- ‎فيتقارير

 

 

عبر عشرات من المصريين عن استيائهم من الأوضاع المُزرية التي أودت بالطبقة المتوسطة، والتي كان من بينها المعلم والمدرس، فاضطرتهم مع صاحب الهرتلة الأكبر في مصر، وهو يردد (يعمل إيه التعليم  في وطن ضايع؟) إلى لجوء أحدهم إلى العمل في جمع الكراتين من  صناديق القمامة بالشوارع وبيعها لإعالة نفسه، محملا المسؤولية للنظام "المعاش لا يكفي".
 

حكاية مدرس من مصر

الصحفي من بورسعيد هشام العيسوي يحكي تعرضه لموقف يستعرض مأساة أحد رجال صفوة المجتمع، يبحث عن حياة كريمة بين أكوام القمامة، ورغم ذلك لم يجدها.

وأضاف، "أثناء نزولنا من مكتب جريدة "الجمهورية" كعادتنا كل يوم، لاحظت تكدس أكياس من القمامة أسفل المكتب في حي العرب، بحثت عن عامل النظافة فلم أجده ، إلا أنني فوجئت برجل يبحث عن الكراتين الفارغة بين أكياس القمامة، وعندما نهرته عن ذلك مشى، لكنه رجع وسألنا لو إحنا من الحي نناشد شركة النظافة أن تصرف للعمال راتبهم الشهري، حيث إنهم من شهر رمضان لم يحصلوا على رواتبهم ، فعلمت أنه يعمل في شركة النظافة بعد إحالته للمعاش، ويجمع الكراتين من الشوارع بعد انتهاء ورديته لكي تعينه على الحياة".
 

واعتبر أنه من العجيب والمُحزن عندما سألناه عن عمله السابق تبيّن أنه كان مدرس لغة عربية ودراسات بالمرحلة الابتدائية، وقبل إحالته للمعاش بثلاث سنوات عمل مديرا لإحدى المدارس في حي الزهور، وبعد المعاش اضطر للعمل في جمع الخردة والكراتين، لكي يصرف على ابنته المريضة، لأن معاشه ضئيل لا يكفيه وأسرته.

 

وأشار إلى أنه تبيّن له صدق ما قال "ظننت أنه يريد أن يستميل عطفنا بحكاية من خياله، لكنه لم يشعر بالحرج وأخرج من جيبه بطاقته الشخصية التي ما إن قرأتها حتى تأكدت أنه مُربٍ فاضل قضى عمره في تعليم أجيال عديدة، وتخرج من تحت يده طلاب بالتأكيد بعض منهم إن لم يكن غالبيتهم في مراكز مرموقة في المجتمع، لا يرضيهم أن يشاهدوا معلمهم في هذا الموقف الذي لو تعرض له أي معلم آخر في أي بلد تقدر العلم والمعلمين، لتم تكريمه بمعاش يليق بمكانته ووضعه كمُربٍ فاضل في المجتمع".
 

 

واستدرك "لكنه خرج من عمله بمعاش لا يكفل له حياة كريمة، ولا يحفظ له مكانته في صفوة المجتمع ، ورغم ذلك كان راضيا بما يكسبه من مال حلال، في الوقت الذي تشن فيه الأحياء حملات لمصادرة الكراتين و الخردة التي يجمعها لبيعها بجنيهات زهيدة ينفق بها على ابنته المريضة، الحُكم لكم".

ورغم أن الستر هو المعتمد بظل مثل هذه الحالات التي باتت ظاهرة بين مواطن مدرس يعمل بقهوة، والآخر يصلح الدراجات، وثالث سواق لتوكتوك، دعا العيسوي "اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد أن يرسل في البحث عن هذا المعلم الفاضل، الذي رفضت أن أحفظ اسمه، لكنه معروف لدى سجلات شركة النظافة، وأن يتم تكريمه بعمل يتناسب مع قدره ومكانته، بعيدا عن أعين صفحات التواصل الاجتماعي مراعاة لشعوره وشعور عائلته".
 

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid0X8oJYkapc1ygLantKmhoZqMou62YEf6SBJsd6NnxY89Jqc1tTtVVJQBHjkzJbukvl&id=100073423027328

المسؤولية لأصحابها

 

التعليقات كانت أكثر حرية في تحميل المسؤولية لأصحابها وكتب (حسام القشاوي)، "والله يا أستاذ هشام هذا ليس حال المعلمين وحدهم، بل حال كثيرين ممن خرجوا للمعاش، وكانوا يعملون في وظائف خدمية كالتعليم والصحة والمحليات والتضامن الاجتماعي وغيرها من الوزارات الخدمية، بعدما أفنوا أعمارهم وصحتهم في دولة لم تقدرهم.".

وعلق (محمد إبراهيم الأخرس)، "لا حول ولاقوة إلَّا بالله العلي العظيم، لاعب كرة يحصل علي ملايين الجنيهات، ومعلم فاضل لا يجد القوت ، وكم من بيوت مقفولة لا يعلم بها إلَّا ﷲ، اللهمَّ نعوذ بك من الفقر والقهر، أمور تبعث على الحزن والأسى".

وأضاف (عبد الرحمن صديق)، "للأسف في حالات كثير على شاكلته، لماذا لا تستعين الدولة بسد العجز في الوظائف التي بها عجز، سواء مدرسين أو وظائف أخرى وهم بالآلاف؟".

وأشار عصام (Essam Eglan)، إلى أنه "للأسف ، ده حال معظم المُحالين على المعاش، بس ده جاتله الجرأة أن يعمل هذا العمل، وللأسف الدولة مكبرة دماغها عن أصحاب المعاشات وتتكتفي ال15,٪السنوية، وأيضا لا تعمل لهم حدا أدنى مثل العاملين بالدولة".

وأضاف محمد عباس (Mohmd Abas Zaglol Mosa)، "شيء محزن، الله سيحاسب كل المسؤولين ورجال الأعمال حسابا عسيرا، بند واحد فقط كتبت ومازلت أقول ، ملايين تصرف على صيّع وعيال بتوع الكورة، أليس من رد الصح صرفها في مشاريع تفيد الناس؟ ربنا سينتقم وسيحاسبهم حسابا عسيرا، أطول برج وأوسع حفرة ضيعت مليارات في الهوا، حرام وشيء مؤلم جدا في زمن الفساد، تعدى الركب.".
 

وكتب العربي (Elaraby Elhossiny)، "لله الأمر من قبل ومن بعد، حالة حزن وألم لا تتخيلها أستاذ هشام بعد قراءة هذا المنشور الموجع، الذي يعبر بحق عن حالة عامة لأصحاب المعاشات الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم، بينما بلدهم للأسف الشديد لا تقدرهم، يا ليت قومي يعلمون ويفهمون ويرحمون".

حساب (اللواء غريب) قال: "الفاشلون في إدارة الدولة، ويكابرون بغباء(إحنا على الطريق الصحيح، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي) خزعبلات مدبوليزم".

# درست الاقتصاد بكلية الشرطة السبعينات بالعباسية، وكنا وقتها تبع حقوق عين شمس في القانون، دكاترة عمالقة..#وكنت من أوائل الدفعة بفضل الله ١٩٧٥( درست الاقتصاد مش خبير اقتصادي) اقتصاد دولة من ١٠ سنوات تقريبا محوره.. # ( تسديد القرض اللي عليك بقرض جديد).

 

 

واعتبر أن ذلك كلام بتوع كفتة وتقاطيع كلام معيط سمعته مع الديهي، مش دولة بحجم مصر وخبراء مصر وعمالقة اقتصاد مصر!،حسبنا الله ونعم الوكيل #الأسوأ لم ياتِ بعد، قيمة ما في جيبك بينقص شهريا وهو ثابت".
 

وعلق المدرس (جمال الشريف الشريف)، "أنا طوال حياتي في التعليم في لجان الثانوية العامة، مراقبه وتصحيح ورئيس كنترول الإعدادية ومدير للتعليم الإعدادي مركزية، ومدير عام للتعليم، وقبل كل ذلك مدرس وخبير تعليم، وأخرج بعد كل ذلك بمعاش 1090 أقسم بالله).

نماذج كثيرة
 

وكشف معلقون أن الانهيار الذي لحق بالطبقة الوسطى بات مشاهدا، (طارق العزبي) قال: "وللأسف نماذج كتير بمجتمعنا ظلمت بعد خدمتها للوطن في عملها، وتم خصم ضرائب وتامينات منها وأعطت للدولة كل طاقتها، وحينما خرجت اصطدمت بواقع لا يتحمله بشر، وهو واقع المعاش، فماذا تصنع وإن كان عندك أبناء وبنات مازلوا في مراحل أو في تجهيز زواج، أو إن كنت تحمل على عاتقك حالة مرضية، ماذا أنت صانع وأين الصناع بالحياة منك؟ سؤال أطرحه عليك، الناس معذورة ومغلوبة على أمرها ومقهورة ".

وحذر العزبي من أنه "وإذا انعدمت الوطنية في الأجيال الحالية، صدقني لهم العذر، فالحرب أفضل من حياة كلها حروب مصطنعة، لا عمل لا وظائف لا دخول مناسبة للحياة لا رواتب لا معاش لائق يليق بالآدمية، فماذا المنتظر وماذا على البشر ماذا يصنعون يعملون بلم الكراتين أم الخردة أم يسرقون أم يذهبون لبيع مايملكون ويتعاطون مخدرات تنسيهم من يكونون؟ آسف بكلامي، ولكن ألا يوجد من يطرح تلك الهموم؟ وألا يوجد قراء ومستمعون إلى أين نحن ذاهبون؟".