الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تتجه إلى المزيد من الكوارث، بسبب العدوان الصهيونى الهمجي، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية وحتى القدس، حيث يعتمد الاحتلال على حرب التجويع والحصار وهدم المنازل وقصف الخيام ومنع دخول المساعدات لأهالي غزة، فيما يواصل التدمير والاعتقالات وأعمال القتل في الضفة الغربية والقدس، ويهدف الاحتلال من ذلك إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
مخزون الغذاء
في هذا السياق حذرت منظمة الأونروا، من أنه لم يعد هناك أي مخزون للغذاء في غزة بعد أكثر من 6 أسابيع من الحصار الصهيوني.
وشددت "الأونروا"، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية بالقطاع .
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا": "إن حوالي 12,500 مريض في غزة ما زالوا بحاجة إلى إجلاء طبي".
وشدد المكتب على دعوة الأمم المتحدة للأطراف المعنية بتسهيل القيام بذلك، عبر جميع المعابر والممرات الحدودية المتاحة.
وحذر من أن الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة تُلحق خسائر فادحة بالمدنيين، وتحرمهم من الأمان وسبل البقاء على قيد الحياة، في ظل استمرار التقارير اليومية عن غارات إسرائيلية تُسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين .
الشهداء
وقال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية: "إنه منذ الثامن من مارس وحتى اليوم، بلغ عدد الشهداء أكثر من 1550 شهيدًا، إضافة إلى نحو 4000 إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، مشيرًا إلى أن نسبتهم من مجمل الضحايا تصل إلى نحو 73%".
وأضاف الدقران، في تصريحات صحفية أن حصيلة الشهداء منذ بدء حرب الإبادة تجاوزت 52,500 شهيد، وأكثر من 115,000 إصابة، مؤكدًا أن هناك آلاف المفقودين لا يزالون تحت الركام، حيث تعجز فرق الدفاع المدني عن انتشال الجثامين، بسبب التدمير الممنهج الذي تعرضت له معدات وآليات الإنقاذ من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائلاً: "المجازر مستمرة يوميًا، ولا يمر يوم دون ارتكاب جريمة جديدة بحق المدنيين، سواء في منازلهم أو داخل خيام النزوح، باستخدام قنابل محرمة دوليًا" .
وأشار الدقران إلى أن القنابل التي تستخدمها قوات الاحتلال تتسبب بتدمير عشرات المنازل دفعة واحدة، إذ يصل قطر كتلة اللهب الناتجة عنها إلى ما لا يقل عن 250 مترًا.
وأكد أن الاحتلال يستخدم أساليب ممنهجة للتجويع من خلال الحصار الكامل وإغلاق المعابر، ما فاقم من معاناة السكان في القطاع، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن، الذين يُحرمون من الغذاء والدواء والرعاية الصحية الأساسية.
جرائم الاحتلال
في سياق متصل، أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بياناً وثق فيه جرائم الاحتلال في الضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة.
وذكر البيان أن الاحتلال نفذ 15 عملية هدم ودمر 24 منزلا و58 منشأة بالضفة الغربية وشرق القدس في 10 أيام فقط.
ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في تقريرها الشهري تجاوزات الاحتلال التي نفذها المُستوطنون بحماية الجيش الصهيوني ضد أهالي الضفة الغربية.
وقال التقرير الشهري الذي جاء بعنوان "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري": "إن قوات الاحتلال نفذت 1786 اعتداءً، فيما نفذ المستوطنون 375 اعتداءً".
ولفت التقرير إلى أن اعتداءات المُستوطنين برفقة قوات الاحتلال تضمنت تنفيذ هجمات مُسلحة على بلدات وقرى فلسطينية وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز عسكرية تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
تدمير وتهجير
وشدد على أن حماية الفلسطينيين العُزل في الضفة الغربية تتطلب جهودًا متكاملة على المستويات المحلية والدولية لمواجهة الانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال .
وأكد التقرير من أن معاناة الفلسطينيين تتفاقم بسبب الهجمات اليومية التي تشمل الاعتداءات الجسدية، تدمير الممتلكات، والتهجير القسري، مما يجعل الحاجة إلى آليات حماية فعالة أمرًا ضروريًا، موضحا أن أولى الخطوات لحماية الفلسطينيين تتمثل في تعزيز الوجود القانوني والمؤسساتي الفلسطيني في المناطق المستهدفة، من خلال دعم المجالس المحلية والمجموعات الحقوقية التي توثق الانتهاكات وتعمل على إيصال معاناة الفلسطينيين إلى المحافل الدولية، كما أن توفير الحماية القانونية للسكان من خلال محامين ومنظمات حقوقية يمكن أن يسهم في تقليل الاعتداءات، خاصة إذا تم استخدام هذه التوثيقات كأدلة أمام المحاكم الدولية.