بالذكرى ال12 للانقلاب .. “مارك مجدي ” مرعوب من عودة “الإخوان” بسبب فشل السيسى وغياب العلمانيين عن الشارع ؟!

- ‎فيتقارير

فى الذكرى ال12 للانقلاب العسكرى على الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب ـ فى تاريخ مصر الحديث ،  غمرت الباحث والمترجم المسيحي مارك مجدي مشاعر طاغية خوفا من عودة "الإخوان المسلمين" الذين يمثلون برأيه: "ثيوقراطية دينية"! ووجه اللوم للعلمانيين في أمرين أحدهما: الضعف الفعلي في الشارع والثاني في مشاركة يسار وليبراليين خدمة الإخوان المسلمين وبالتالي عودتهم التي تمثل له سيناريو كارثيا..

وتنشر منصة "حركة علمانيون" مقالات مارك مجدي بشكل دوري لاسيما خلال السنة الأخيرة بعد أن منحت وزارة الثقافة في مايو 2024 مارك مجدي جائزة الدولة التشجيعية في الأدب فرع (الترجمة) عن ترجمة كتاب «لويس ألتوسير»!

كما أن مارك مجدي (شاب بحدود العقد الثالث من عمره) (يدعي أنه يساري ماركسي) يحظى برضا التنظيم الطليعي للسيسي المتمثل في "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" ما يعني أنه شارك في مؤتمرات السيسي للشباب التي يكشف عن حضورها أمنيا في الأجهزة المعنية!

الأهم في ذلك

وفي إطار الرصد لأثر 30 يونيو بعد 12 عاما من الخراب، توقع مارك مجدي أن "الأهم أن 30 يونيو كشفت، ولا تزال تكشف لنا، العدد الكبير من الليبراليين واليساريين الذين يعملون بحرص لنقد النظام لصالح الإخوان، كونهم يعرفون جيدًا أن سقوط هذا النظام يعني عودة الإسلاميين، كفصيل قادر على استرجاع نفسه وحشد مؤيديه من الملايين الخاضعين لهيمنة الأخوان عليهم ثقافيًا، أو دينيًا بشكل أكثر وضوحًا".

وأضاف "مجدي" بمنشور على فيسبوك عبر Marc Magdi "نشهد اليوم الطور النهائي  من دولة 23 يوليو، في ظل انحيازات لا تستوعب العقد الاجتماعي الذي تأسست عليه سلطوية يوليو، وهو العقد الاجتماعي الذي قام على "التوازن الطبقي" وليس سحق كل من لا يملك رأس المال".

داعم وبالخرائط

وبالتزامن مع منشوره نشرت (المصري اليوم) مقالا له بعنوان "أزمة وعي أم أزمة خطاب" أكد فيه (وهو من تستضيفه قنوات الانقلاب "المتحدة" كما يحظى بنشر صحيفة "المصري اليوم" مقالا دوريا له)  ولاءه لـ"ثورة 30 يونيو" ويتحدث عن أهمية امتلاك "نظام" 30 يونيو لـ" بروباجندا" ناجحة وأن هذا النوع يجب أن يكون وفق وعي لمواجهة "خصوم" 30 يونيو!
 

يدعي مارك مجدي أنه ".. منذ الثورة لم تتوقف الآلة الدعائية عن العمل في الإعلام التقليدي ووسائل التواصل، ورغم ذلك ظلت الشائعات تملك قوة قهرية قادرة على تحطيم وابل البيانات الرسمية. هنا يبرز السؤال: أين تكمن المشكلة؟ الشائع هو تفسير الأزمة باعتبارها مجرد «نقص وعي» لدى الجمهور، أو نتيجة مؤامرات منظمة تطلق الشائعات. لكن هذا التفسير يبقى سطحيًا إذا لم نفحص البروباجندا باعتبارها ظاهرة اجتماعية وثقافية عميقة. ".

هو في واقع الأمر يبدو أنه لا يبحث عن الحقيقة بل يبحث عن "النجاح" حيث ينقل عن كتاب خبير فرنسي "إلول" يرى أن البروباجندا الناجحة لا تمنح الناس الحقيقة بل تمنحهم "شعورًا بالسيطرة". وهنا تكمن أزمة البروباجندا في مصر: ليست فقط في كفاءة وسائلها، بل في غياب خطاب الدولة الذي يربط المعطيات المتفرقة في سردية معقولة متماسكة، توضح المصالح والحدود والتناقضات، وتفسر للناس موقعهم في عالم يتغير كل لحظة، في مواجهة بروباجندا معادية يطلقها خصوم نظام 30 يونيو." بحسب "المصري اليوم"!

انتقاد من الداخل

يمثل انتقاد Marc Magdi لـ30 يونيو (رأي من الداخل الدواخل) حيث رأى أنه ".. بعد 30 يونيو، تمكنت جماعات المصالح المرتبطة بالمركز الرأسمالي من فرض شروطها. ذلك أن استعادة النظام القديم كان أيضًا استدعاءً لانحيازاته، لكنها انحيازات ظهرت هذه المرة بصورة أكثر فجاجة ووضوحًا".

وأكد أن 30 يونيو مثلت ".. استدعاء النظام القديم يعني استدعاء التحالف الحاكم القديم مخصومًا منه الإخوان، وهو تحالف كان يضم البرجوازية البيروقراطية وأثرياء الريع والنفط والعقارات والخدمات، إلى جانب جماعات الإسلام السياسي التي كانت جزءًا منه منذ عصر السادات، ونجحت 30 يونيو في ضرب هذا القسم الأخير وإخراجه من تحالف الحكم"، بحسب إدعائه.

وعن استهداف الإخوان دون المؤثرين الفعليين في واقع السلطة، أضاف، ".. 30 يونيو لم تكن إلا خصمًا لطرف واحد من أطراف هذا التحالف، بينما ظلت بقية الأطراف موجودة. وسيكون الصراع القادم مباشرًا إذا ما نهضت قوى المستقبل من جديد. ولهذا كانت 30 يونيو ضرورية، لأنه من دونها لم يكن ليبقى شيء نصارع عليه اليوم.".

 

ومن النقاط التي ينبغي التوقف عندها وتناقض بعض من رؤيته للإيدولوجية التي ينطلق منها، كتب "مجدي" أن ".. 30 يونيو ضرورية لأنها لم تكن مجرد لحظة إسقاط لحكم الإخوان، بل لأنها كشفت كذلك حقيقة ميزان القوى في المجتمع المصري. فقد عرّت ضعف قوى سياسية تصورت لنفسها وزنًا لا تملكه، وكشفت أن كثيرًا من الحركات والتيارات التي ملأت الفضاء العام بالشعارات لم تكن تملك قاعدة اجتماعية فاعلة ولا قدرة تنظيمية ولا مشروعًا واضحًا".

وعلى سبيل الاعتراف، للوجه الآخر من 30 يونيو، وقوة الشارع التي سبق وكشف عنها عماد جاد في حواره مع آن باترسون قبيل الانقلاب وإشارتها إلى أن قوتهم أضعف كثيرا من قوة الإخوان في الشارع، قال مارك مجدي: "أظهرت 30 يونيو الفرق بين القوة الفعلية والقوة المتوهمة، وبين من يملكون نفوذًا حقيقيًا داخل التحالف الحاكم أو بين الطبقات الشعبية، وبين من يكتفون بالخطابة دون سند شعبي أو مادي. بهذه الكشوف المؤلمة، منحت 30 يونيو المجال السياسي إدراكًا أكثر واقعية لحدود كل طرف، وأجبرت الجميع على رؤية حجمهم الحقيقي في معادلة علاقات القوى.

 

https://www.facebook.com/marc.magdi.2025/posts/pfbid0JMCPjyvTj4HQdZyJXCWx3y31bVHPCZQBsHYY3ojQ3X5EJvhYisb7BNMgvutoceZdl

وكانت التعليقات استكمالًا للاعترافات، حيث سألت (Wille Good Woonkkaa) عن " النظام المصري الحالي بالوضع ده صعب يكمل خمس سنين كمان علي بعض اصلا" فأجاب Marc Magdi، "الشروط الموضوعية لأي تغيير إيجابي مش قائمة، المطروح فقط سيناريوهات كارثية"!!.

واحد من القوى السياسية Abdelwahed Othman تساءل "..كيف ستنهض قوي المستقبل القادرة علي معادلة ميزان القوي ، وكما تعلم لاتوجد أي وسيلة لظهورها في ظل انغلاق المجال السياسي تماما ، والتضييق الذي لا حدود له ..".

وأبدى يوسف عزب  Youssif Azab تعحبا من انتقاد النظام وقال: "انا موافق علي كله بس الليبراليين واليسار لما ينقدوا النظام مش معناها انهم عاوزين فصيل ديني .انت كده بتعمل تهديد لهم يعني اما السكوت او فصيل ديني..مينفعش".

ورأى ممدوح Mamdouh Mohamed ".. استشراف المستقبل حين ينغلق الخيار فيمن يحكم بين التيارات الدينية وسلطة العسكر بلا اى امل فى الخروج من تلك الثنائية المرعبة والكلام عن سلطة يوليو فى طورها الاخير اظن ان الواقع قادر على افراز قيادة ثورية تعبر عن مصالح الشعب الحقيقية وقادرة على تنظيم الناس تحت شعارات وسياسات معبرة بحق عن مصالحهم".

دخول طارئ

ومن منتقدي المقال كتب (خالد أحمد)، "فلقتوا راسنا بالدولة الدينية.. كلام موضوعات تعبير عبثي.. لا شفنا دولة دينية وفضلتوا ترعبوا الناس لغاية ما العسكر ركب البلد ودلدل رجله وبيدي التخين بالجزمة".

ورأى هشام (Hesham Nossier) ، أنه "تحليل ورؤية واقعية بامتياز.."، معلقا ".. للاسف كان هناك امل قتله أصحابه من الليبراليين ودعاة الدولة المدنية، اخذوا الفرصة مرتين بعد 25 يناير وبعد 30 يونيو، إلا أنهم استأثروا بالفردية والفرقة والتشرذم فما أمامهم سوى النبيح..".

ولفت رمضان Ramadan Heiba إلى أنه "لو كل اخذت جوانب 30 يونيو ستعرف ان العسكر يخططون للسيطرة على البلد لان عدم سيطرتهم سيتم محاكمتهم وهذا لا يقبلونه ابدا".

انقلابان عسكريان

الصحفي والكاتب قطب العربي وعبر Kotb El Araby طرح رؤية عن المفارقة بين 3 يوليو 2013 و23 يوليو1952، وأنهما لا يجتمعان وأن ما يعجل بالسيناريوهات الكارثية التي يراها Marc Magdi لـ30 يونيو.

وقال "العربي": ".. الذكرى الـ 12 لانقلاب السيسي في ٢٠١٣، وبعد عشرين يوما ستأتي أيضا الذكرى الثالثة والسبعين لانقلاب ٢٣ يوليو ١٩٥٢، هناك تشابهات واختلافات مهمة بين الانقلابين".

وأوضح أن "التشابه الرئيسي انهما انقلابان عسكريان ، أقاما نظاما عسكريا استبداديا على انقاض حكم مدني، وكلاهما اعتقل آلاف المصريين وان كان الانقلابيون الجدد أشد تنكيلا. ".

واستدرك، " للأمانة هناك فروق جوهرية بينهما فالانقلاب الاول قام به ضباط وطنيون ضد قيادة جيش الملك بعد هزيمته في حرب 48، وكانوا جزءا من حالة حراك وطني ضد الاستعمار البريطاني ، والفساد الملكي، وان كانت حركتهم هي قفزة استأثرت بثمرة ذلك النضال الوطني الذي شاركت فيه قوى مصرية متعددة من الوفد إلى الإخوان والشيوعيين الخ، كما ان قادة تلك الحركة طرحوا مشروعا اجتماعياً لاقى قبولا شعبيا ومنه التأميم والإصلاح الزراعي ومجانية التعليم والتوظيف الخ".

وبالمقابل، أوضح "أما انقلابيو 2013 فانحيازهم واضح للقوى العسكرية والأمنية وحتى الطائفية التي أتت بهم للسلطة من داخل مصر وخارجها، بينما الشعب خارج حساباتهم (أحدث انجازاتهم قانون الإيجارات الجديد اللي صدر في ذكرى الانقلاب) .".

وعاد قطب العربي للمفارقات مشيرا إلى أن الأولين (23 يوليو) تسببوا في ضياع أرض مصرية هي سيناء، لكن ذاك كان نتيجة هزيمة عسكرية، أما الحاليين (قادة انقلاب 30 يونيو) فتنازلوا عن أرض مصرية (تيران وصنافير) بلا حرب، بل وفاء لفواتير الداعمين الإقليميين.

وأضاف "الأولون  جعلوا مصر قائدة  للعرب والأفارقة وضمن قيادة أساسية للعالم الإسلامي ولدول عدم الانحياز، بينما الآخرون  نقلوا مصر إلى مرتبة التابع  لدويلات خليجية أقل عددا من سكان حي شعبي قاهري.".

وأكمل، "الأولون أنشأوا صناعة وطنية والحاليون دمروا هذه الصناعة الوطنية.. الأولون سعوا لبناء اقتصاد وطني مستقل والحاليون تنافسوا على الارتهان والتبعية الاقليمية والدولية".