نكسة جديدة.. الكفيل الصهيوني يفتخر بتشغيل المصريين!

- ‎فيتقارير

نشرت سفارة كيان الاحتلال الصهيوني في القاهرة، مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، تحدث فيه السفير ديفيد جوفرين عن التعاون الاقتصادي بين جنرالات الانقلاب العسكري وتل أبيب، مفتخرا بأن مجمل الصادرات المصرية بلغ أكثر من 8 مليارات دولار، فيما وفرت اتفاقية الكويز نحو 250 ألف فرصة عمل جديدة في مصر، معظمها في قطاع الملابس والمنسوجات.

وأكد “مركز أبحاث الأمن القومي” الصهيوني أن السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يرى في العلاقات مع تل أبيب “كنزا استراتيجيا”، وقال الباحث أفير فنتور، إن إسرائيل حققت إنجازا كبيرا بصعود السيسي، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز تمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينية والحد من مكانتها في الجدل العربي العام، وشدد فنتور على أن إسرائيل استفادت من الحرب التي شنها السفيه السيسي على جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، علاوة على استفادتها من حرص القاهرة على تعميق التعاون الاقتصادي وتكريس التطبيع السياسي والثقافي.

يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل:” لم يعد ثمة رد فعل مصري على العربدة الصهيونية في الأمن القومي المصري، ذلك أن مصر الرسمية صارت جزءا من الفعل الصهيوني، بوصفها واحدةً من الأدوات المستعملة في تحقق هذا الفعل، سدادا لثمن تمكين هذا “التنظيم” من حكم مصر، وتبنّيه وحمايته وتحصينه بمواجهة العواصف الداخلية والخارجية”.

وأردف: “ولذا، تقف الدهشة مندهشةً من أن هناك من لا يزال يندهش لهذه السخونة في العلاقات، بين نظام عبد الفتاح السيسي وحكومة الكيان الصهيوني. بالفعل، لم يعد هناك شيء يدهش أكثر من ادّعاء الدهشة من هذه الدراما العاطفية الجريئة، ما يجعلك تضطر إلى العودة إلى أصل الحكاية من جديد، وتذكّر الهاربين من الواقع إلى الاندهاش المصطنع بالقصة من البداية”.

خدمات تل أبيب

وشدد فنتور على أنه في ظل أزمة الشرعية التي يعاني منها السفيه السيسي في القاهرة، فإن السفيه بات يرى أن العلاقة مع إسرائيل هي بمثابة “جواز سفر” لاقتحام عواصم العالم والقبول في المنتديات الدولية، ناهيك عن جلب الاستثمارات الخارجية، وأكد فنتور أن السفيه يعي حجم الدور الذي قامت به إسرائيل من أجل إنهاء رفض السفيه السيسي داخل الولايات المتحدة، بالاستعانة بخدمات المنظمات اليهودية التي تجنّدت بكل قوة للمهمة.

ويتواجد اعتقاد سائد الآن لدى جنرالات الانقلاب وحلفائهم في تل أبيب، أنه يجب تكرار تجربة الدعم السياسي المطلق لنظام ما بعد انقلاب الثالث من يوليو، وذلك على المستوى الاقتصادي بعد المعاناة المستمرة التي دخل فيها الانقلاب اقتصاديًا، رغم الدعم الخليجي الذي بدأ يتلاشى مع مرور الوقت.

وكانت إسرائيل وما زالت حائط سد سياسي منيع حمى السفيه السيسي في القاهرة من عدة عواصف عقب انقلابه العسكري على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، حتى استقرت أمور الانقلاب إقليميًا ودوليًا، وأقنعت تل أبيب العالم بجدوى بقاء انقلاب قمعي متوحش في مصر، في مقابل فواتير أخرى غير مضمونة العواقب قد تدفعها المنطقة في الإطاحة به.

من جانبه اعتبر أبرز حاخامات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية أن “الانقلاب الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح السيسي قد مثل بالنسبة لـ”اسرائيل” أهم معجزة في العقود الأخيرة”، وقال الحاخام يوئيل بن نون، الذي يعد أهم مرجعيات التيار الديني الصهيوني إن انقلاب السيسي منع تحول مصر إلى دولة عدو، مشدداً على أن استمرار حكم الرئيس محمد مرسي كان يمكن أن يشكل مصدر إسناد خطير لحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.

بقاء الانقلاب

لكن جناح الدعم الاقتصادي للسفيه السيسي لم يسر بنفس كفاءة الدعم السياسي لعدة عوامل، لعل أهمها ينبع من القاهرة وليس من العواصم الخليجية التي أنفقت قرابة 40 مليار دولار على السفيه السيسي وفق بعض التقديرات، والتي لم تنقذ الانقلاب من الغضب الشعبي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية المستمر يومًا بعد يوم.

ووفقًا لهذه المقدمة، يمكن قراءة تفاخر السفير الصهيوني بالقاهرة ديفيد جوفرين عن التعاون الاقتصادي بين جنرالات الانقلاب العسكري وتل أبيب، وقيام تل أبيب بمجموعة من المشروعات على نطاق موسع مع مصر، وذلك وفقًا لتقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية.

الصحيفة الصهيونية أكدت في تقريرها أن النقاشات المشتركة بشأن هذه المشروعات لا تعكس التقارب السياسي وحسب، وإنما تعكس أيضًا حاجة عاجلة لإنقاذ الانقلاب في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تهدد بقاء الانقلاب، حيث ظهرت مخاوف صهيونية مؤخرًا نقلتها إلى واشنطن من عدم استقرار الانقلاب، إذ ترى تل أبيب أنه في ظل غياب أي تحسن جوهري في الاقتصاد المصري سيدفع ذلك إلى الغضب وربما الثورة، ما سيعجل بخروج احتجاجات إلى الشارع ضد السفيه السيسي، وتسقطه بشكل أسوأ مما جرى مع المخلوع مبارك.