“النفاق الأمريكي”.. لماذا لا يطالب بايدن بإطلاق سراح “وزير الغلابة”؟

- ‎فيلن ننسى

تأبط السفاح السيسي ذراع رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بحميمية فاضحة، ووضع الرئيس الأمريكي بعدها ذراعه على كتف الجنرال القاتل في لقطة أكثر حميمية من سابقتها، وكأن رسالة واشنطن للمصريين لا تتوهموا أننا نبكي على مصائبكم أو نكترث بدمائكم التي أراقها السيسي أو شرفائكم خلف قضبان السجون والمعتقلات.

تغزل بايدن بوقاحة يحسد عليها في ديكتاتور "ترامب المفضل"، ووضع حقوق الإنسان المهدرة في مصر سجادة حمراء بلون الدم يمشي عليها في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، إلا أنه ذكر السفاح السيسي بعدد من المعتقلين لا يتخطى أصابع اليد الواحدة، على رأسهم الناشط علاء عبد الفتاح، في حين يظل الإسلاميون لا بواكي لهم، حتى لو كان من بينهم وزراء  في حكومة الرئيس الشهيد محمد مرسي.

 

9 سنوات انفرادي…!

تصدر هاشتاج #الحرية_لوزير_الغلابة قائمة الأكثر تداولا في مصر خلال الأيام الماضية، بعدما دشنه مغردون للتضامن مع وزير التموين في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي، باسم عودة، بعد أيام من إطلاق زوجته صرخة إثر مرور 9 سنوات على حرمانها من زيارته.

وقالت حنان توفيق، في منشور لها على موقع "فيسبوك": "منذ تسع سنوات تم اعتقال الدكتور باسم عودة.. ذكرى أليمة.. ولكن ما يعانيه هو أشد ألما… تسع سنوات حبس انفرادي.. الست سنوات الأخيرة منهم ممنوع من الزيارة بشكل متصل… تعجز الكلمات عن وصف ما نعانيه..ولكننا نحيا دوما بالأمل في لطف الله..وسيظل رجاؤنا في الله متصلا".

"عودة" المعتقل منذ 13 نوفمبر بعد انقلاب 3 يوليو 2013، وجهت له عصابة الانقلاب تهمة التحريض على القتل بعد رفضه أن يظل في منصبه بعد الانقلاب، نال تعاطف النشطاء لما قدمه للمصريين في فترة توليه مسؤولية الوزارة.

وغرد نور: "‏‎#الحرية_لوزير_الغلابة.. من أشرف الناس اللي اتولوا المسؤولية أو الوزارة في مصر.. ربنا يفك أسرك يا باسم عودة كل الغلابة بيدعولك من قلوبهم ولن ينسوا لك منظومة العيش".

وقارن أحمد صلاح: "‏حابسين اللي وفرلنا الأنبوبة بـ 8 جنيه وسايبين اللي بيسرقنا في الأنبوبة بـ 110 جنيه .. الخزي كل الخزي من إننا نمتلك هذا الشخص وتضيع سنوات هذا الرجل هباء في السجن.. وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب. ‎#الحرية_لوزير_الغلابة".

ووصفه حساب "ديقروماطي": "‏الراجل ده على إيديه.. الغلبان لأول مرة شاف جزء من حقوقه اللي طول عمره بيسمع عنها. #الحرية_لوزير_الغلابة".

بينما حذرت "سناء" من أن "داخل السجون أساتذة جامعيين شرفاء وطنيين نبهاء.. ويحكمنا لصوص هطلاء قمة في الغباء".

 

هل تتحملون معي؟

وكتب حساب "ضد الانقلاب": "‏أقوى وأنشط وأذكى وأصغر وزير شاب عرفته مصر في معتقل العسكر المجرمين منذ 9 سنوات ومحروم من الزيارة منذ 4 سنوات.. كل جرمه أنه لم يقبل العمل مع المجرمين بعد انقلابهم على أول رئيس منتخب. #الحرية_لوزير_الغلابة".

وغردت نور صبري: "‏‎#الحرية_لوزير_الغلابة. لم يهدم لكم بيتاً، ولم يُشرّد لكم شملاً، ولَم يسجن لكم أحداً، ولم يقتُل لكم ابناً، ولَم يبن من أموالكم قصراً، ولَم يُفرّط من أرضكم شبراً، وكان جُلُّ أمره الحفاظ عليكم فردا فردا.. وكان جزاؤه منكم إنكم أكلتوا لحما وقطعتموه إربا إربا".

وقصت فاتن: "‏بعد رفضه لقاء ‎#السيسي قائلا: (السيسي يظن بي أني سوف أخون القسم أمام الرئيس مرسي من أجل منصب زائل)، جمع أفراد أسرته و قال لهم : عدم ردي على السيسي هيكون تبعته كبيرة.. فهل تتحملون معي؟ قالوا نعم.. فكان الاعتقال! فك الله بالعز أسرك. #الحرية_لوزير_الغلابة".

ومع صور عودة وهو يراقب إنتاج الخبز، كتبت أمنية فايز: "‏أنضف ما فيكي يا بلد في السجون. #الحرية_لوزير_الغلابة".

بحسب شهادة مدير مكتب الدكتور باسم عودة، وأفراد أسرته، أنه بعد الانقلاب العسكري مباشرة يوم 3 يوليو 2013، اتصل رئيس المخابرات العامة عباس كامل، وطلب من مدير مكتب باسم عودة أن "يوصّله بالدكتور باسم لأن السيسي يريد الحديث معه"، وأضاف بأنه "تلقى اتصالا من مجلس الوزراء يطلب مني الطلب نفسه".

ورفض الدكتور باسم التواصل معهم، وقال: "السيسي يظن بي أني سوف أخون القَسَم أمام الرئيس مرسي من أجل منصب زائل"، وجمع الدكتور باسم أفراد أسرته وقال لهم: "عدم ردي على السيسي هيكون تبعته كبيرة، فهل تتحملون معي؟ قالوا نعم نتحمل".

وفي 4 يوليو 2013، تقدم باسم عودة وباقي أعضاء حكومة الدكتور هشام قنديل باستقالتهم، احتجاجا على الانقلاب العسكري.

وسجل عودة حضورا لافتا في اعتصام ميدان رابعة العدوية والنهضة قبل فضه بالقوة، وظل اسم عودة وصوره حاضرة بقوة في ميادين الثورة ضد الانقلاب.